الاعتراف بستة مواقع جديدة كنظم من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية

تصنيف منظمة الأغذية والزراعة لمواقع جديدة في كلٍ من البرازيل والصين والمكسيك وإسبانيا

FAO/Lis Sanchez

©FAO/Lis Sanchez

21/05/2025

 روما – أصبح نظام تقليدي للزراعة الحراجية يتيح زرع نبتة المتة في البرازيل، وثلاثة مواقع في الصين متخصصة في استزراع بلح البحر اللؤلؤي وزراعة الشاي الأبيض والإجاص، ونظام عريق يحافظ على المحاصيل الغذائية الحيوية والتنوع البيولوجي في المكسيك، ونظام زراعي مميّز في المناظر الطبيعية البركانية في جزيرة لانزاروت الإسبانية، أحدث المواقع التي تمت إضافتها إلى نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.

وأوضح السيد Kaveh Zahedi، مدير مكتب تغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، قائلًا "في خضم التأثيرات المتزايدة لتقلبات المناخ والظواهر المناخية القصوى وفقدان التنوع البيولوجي على الزراعة والمزارعين، تمثّل هذه النظم تجارب ناجحة تظهر كيف يمكن للمجتمعات المحلية الاستفادة من النظم والممارسات المعرفية العريقة لتوفير الغذاء، وحماية فرص العمل وسبل العيش، والحفاظ على المناظر الطبيعية الزراعية الفريدة والمستدامة. وإنّ نظم التراث الزراعي هي أمثلة حيّة على الانسجام بين الإنسان والطبيعة، ازدهرت وتطورت عبر الأجيال، وثمّة الكثير لنتعلّمه منها في الوقت الذي نسعى فيه إلى التكيف مع مستقبل تكتنفه الشكوك".

وقد تم إدراج هذه النظم رسميًا في البرنامج الرئيسي للمنظمة خلال اجتماع المجموعة الاستشارية العلمية التابعة لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في الفترة الممتدة من 19 إلى 21 مايو/أيار. ومع إضافة هذه المواقع الجديدة، أصبحت شبكة المنظمة العالمية للتراث الزراعي تضم الآن 95 نظامًا في 28 بلدًا حول العالم. وترفع النظم التي تمت إضافتها مؤخرًا عدد النظم المصنّفة في برنامج التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في البرازيل إلى نظامين اثنين، وفي الصين إلى 25 نظامًا (وهو الأعلى مقارنةً بأي بلد آخر)، وفي المكسيك إلى ثلاثة، وفي إسبانيا إلى ستة.

نبتة المتة المزروعة في الظل في بارانا، البرازيل

قامت الشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية في جنوب البرازيل، على مدى قرون، بزراعة المتة في نظام الزراعة الحراجية المظلّلة المتجذر في ممارسات الأجداد والممارسات الزراعية الإيكولوجية. وجرت العادة على استهلاك أوراق أنواع الأشجار المحلية في مشروبات المتة (التي تعرف باسم chimarrão، أو tereré أو المتة) في بلدان أخرى كالأرجنتين وأوروغواي وباراغواي.

ومن خلال دمج المحاصيل الغذائية والفواكه المحلية ومنتجات الغابات، يعزّز هذا النظام التنوع البيولوجي والسيادة الغذائية والهوية الثقافية، ويساعد في الوقت نفسه على صون غابة أراوكاريا، وهي إحدى أكثر البؤر الساخنة للتنوع البيولوجي المهددة بالانقراض على كوكب الأرض وخزان حيوي للحياة.

وفي منطقة متأثرة بشدّة بإزالة الغابات، حيث لم يتبق سوى واحد في المائة من الغابات الأصلية، يقدّم هذا النظام مثالًا نادرًا على الممارسات الزراعية التي تحافظ على الغطاء الحرجي بموازاة دعم سبل العيش والتراث الثقافي.

نظام ديكينغ (Deqing) المركّب لاستزراع بلح البحر اللؤلؤي في المياه العذبة بمقاطعة تشجيانغ بالصين

في إقليم ديكينغ، حافظ المزارعون على نظام عمره 800 عام من الاستزراع المشترك للأسماك وبلح البحر يدمج بين تربية الأحياء المائية والزراعة والحرف اليدوية. ويرتكز هذا النظام على تقنيات استزراع بلح البحر اللؤلؤي الصدفي، وينتج اللؤلؤ والأرزّ والحرير وغير ذلك. ويعزّز هذا النظام الدائري التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والتراث الثقافي، ويقدم رؤى عالمية بشأن الزراعة المستدامة والتوازن البيئي والتنمية الريفية.

ويقلّل الترشيح القائم على بلح البحر من الأمونيا بنسبة 40 في المائة، والنتريت بنسبة 54 في المائة، والنيتروجين الكلي بنسبة 38 في المائة، والطلب على الأكسجين الكيميائي بنسبة 30 في المائة، ما يجعل تربية الأحياء المائية متوافقة مع عملية إصلاح النظام الإيكولوجي.

كما يدعم هذا النظام أكثر من 000 22 مواطن من خلال الزراعة وأنشطة تجهيز اللؤلؤ والسياحة البيئية والتعليم التجريبي.

نظام زراعة الشاي الأبيض في فودينغ (Fuding) في مقاطعة فوجيان (Fujian)، الصين

في فودينغ، الصين، تجمع زراعة الشاي الأبيض التي عمرها قرون بين الحكمة البيئية والحرف اليدوية. ويدمج هذا النظام الذي يرتكز على شجرة Lüxueya الأم وتقنيات الذبول الطبيعية، حدائق الشاي مع الغابات والمحاصيل، ويحافظ على التنوع البيولوجي ويدعم سبل العيش الريفية. وتعكس الجذور الثقافية العميقة والطقوس والتقاليد الرابط القوي القائم بين السكان والشاي والأرض.

ويحافظ هذا النظام على 18 نوعًا من أشجار الشاي، وهو يحتضن، بالإضافة إلى الشاي، أكثر من 120 نوعًا زراعيًا آخر، بما في ذلك 41 نوعًا من الخضراوات، و14 نوعًا من الفاكهة، و11 نوعًا من الحيوانات الأليفة، و31 نوعًا من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة، و32 نوعًا من الفطريات الصالحة للأكل، ما يساهم في قدرة النظام الإيكولوجي والغذائي على الصمود.

نظام غاولان شيتشوان (Gaolan Shichuan) العريق لبساتين الإجاص في مقاطعة غانسو (Gansu)، الصين

في بلدة شيتشوان (Shichuan)، الواقعة على ضفاف النهر الأصفر، يزدهر نظام زراعي حراجي عمره 600 عام، حيث تزرع أشجار الإجاص الشاهقة باستخدام طريقة "غاوتيان" التقليدية. ويجمع هذا النظام بين أشجار الفاكهة والمحاصيل والماشية، ويحافظ على الأصناف القديمة مثل أشجار Ruan’er وDongguo. كما يحافظ هذا النظام على التنوع البيولوجي الزراعي والأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق الريفية بفضل قدرته على الصمود أمام الجفاف والفيضانات.

ويتجاوز الإنتاج السنوي من الإجاص مليوني كيلوغرام؛ ويتم تجهيز المحاصيل في شكل فاكهة طازجة وإجاص مجفّف ومنتجات خاصة محلية.

ويشكّل هذا النظام الواقع في هضبة اللوس (Loess) القاحلة، مثالًا على زراعة الأراضي الجافة القادرة على التكيف مع ندرة المياه والتربة المعرضة للتعرية. ويساعد هذا النظام على صون أنواع النباتات والحشرات الأصلية من خلال الحفاظ على الممارسات التقليدية للزراعة المتعددة والحد من الاعتماد على المدخلات الكيميائية.

نظام ميتيبانتل (Metepantle) الزراعي العريق في تلاكسكالا (Tlaxcala)، المكسيك

حافظت الأسر المزارعة، على مدى أكثر من ثلاثة آلاف عام، وسط المناظر الطبيعية الجبلية وشبه القاحلة في ولاية تلاكسكالا، على نظام ميتيبانتل وهو عبارة عن فسيفساء من المدرّجات المزروعة بالذرة والأغاف والفاصولياء والقرع والنباتات البرية. ويحافظ هذا النظام، المتجذر في معارف شعوب ناهوا الأصلية، على البذور، ويدعم التنوع البيولوجي للأراضي الجافة، ويرسّخ النظم الغذائية المحلية وسبل العيش، ممّا يوفر القدرة على الصمود والاستمرارية الثقافية في إحدى أكثر المناطق المكسيكية قابلية للتأثر بتغير المناخ.

ويحافظ هذا النظام على أكثر من 140 نوعًا محليًا، بما في ذلك 40 نوعًا من الذرة و30 نوعًا من النباتات الخضراء الصالحة للأكل، ويتيح الصون المجتمعي من خلال التقاليد الأسرية ومعارض البذور وشبكات التبادل. كما أنه يوفر الألياف والأغذية والمشروبات وتثبيت التربة وموائل الملقّحات.

النظم الزراعية في التربة والرمال البركانية في جزيرة لانزاروت، إسبانيا

في لانزاروت، إحدى جزر الكناري التي تتميز بحقولها البركانية السوداء القاحلة التي تتخذ شكل مناظر قمرية ولا تهدأ فيها الرياح إلّا بشكل نادر، طوّر المزارعون نظامًا زراعيًا جديرًا بالذكر، يقوم على الاستخدام المبتكر للتربة المحلية. فبعد ست سنوات من الانفجارات البركانية في القرن الثامن عشر، بدأوا في استخدام الحصى البركانية أو شظايا الحمم البركانية (enarenado) ورمال البحر (jable) لحبس الرطوبة وتنظيم درجة حرارة التربة وحماية المحاصيل.

ويزرع هؤلاء العنب والبطاطا الحلوة والبقوليات باستخدام هذه الطريقة التي تحافظ على التنوع البيولوجي وسبل العيش والتراث الثقافي في إحدى المناطق الأكثر جفافًا في أوروبا - وذلك من دون اللجوء إلى الريّ إلى حد كبير.

ويغطي هذا النظام المعروف باسم إنارينادو (enarenado) أكثر من 000 12 هكتار. ويجمع كذلك بين تغطية الأرض بالرماد البركاني الناجم عن الانفجارات البركانية التاريخية والمواد المنقولة من المناطق البركانية، إضافة إلى تقنية التغطية باستخدام رمال البحر التي حملتها الرياح والتعرية على مدى قرون. 

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

فرنسيس ماركوس المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]

OSZAR »